ابن خلدون والبسكويت
عدنان المنصر
مقال صادر بجريدة الموقف بتاريخ 2 مارس 2007 و بصحيفة "الحياة اللندنية ليوم 12 مارس 2008
في المنطلق خبران: الجزيرة نقلا عن مصادر ثقافية مصرية تعلن افتتاح متحف حول الزعيم التونسي بورقيبة بالقرية الفرعونية المصرية وهو المتحف الثالث من نوعه المخصص لزعامة معاصرة بعد المتحفين المخصصين لكل من جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، والثاني أن ابن خلدون شوهد على شاشة إحدى قنواتنا التلفزية يلاحق أحد أنواع البسكويت في شوارع العاصمة في ومضة إشهارية تفتقت عليها عبقرية أحد مخرجي الإعلانات التلفزية الباحثين عن العمق التاريخي!
صدمتان في ظرف وجيز، الأولى أن مصر هي التي- برغم الخلافات التي ميزت العلاقات بين عبد الناصر والزعيم التونسي- قررت أن تخصص لبورقيبة متحفا لا بد وأن ملايين السياح، وهؤلاء ليسوا من سقط متاع أوروبا الشرقية حتما، سيزورون هذا المتحف سنويا، وقد يرسخ في أذهان بعضهم عندما يفعل الزمن فعله في الذاكرة أنه أحد زعماء مصر. إننا لا يمكن إلا أن نشكر أشقاءنا رجال الثقافة في مصر الذين لا ينامون كما ينام غيرهم، ولا يعدمون وسيلة لإثراء السياحة الثقافية في بلادهم، غير أننا كنا نتمنى أن يبادر تونسيون إلى ذلك، فالزعيم تونسي مهما اختلف الناس في تقييمهم لمسيرته السياسية، ومن حق وطننا علينا أن نرعى رموزه في ذاكرتنا وأن ننقل عنها للأجيال المقبلة صورة تليق بنا وبها. لا يتعلق الأمر مطلقا في هذا المثال بالذات بإنشاء متحف للزعيم بورقيبة، فقد يكون ذلك مكلفا لوزارة الثقافة في بلادنا ونحن لا نريد أن نرهقها بطلبات لم تتوقعها عندما رسمت ميزانيتها. الأمر يتعلق فقط بتنشيط متحف موجود منذ فترة طويلة وهو متحف معقل الزعيم الذي يجهل وجوده كثير من الناس وقد يمرون أمام ذلك المبنى ويتساءلون عما يكون داخله دون أن يجرؤ معظمهم على الولوج داخله. وبالمناسبة فحتى العملة المكلفون بحراسة هذا المتحف نسوا أنه متحف مجعول ليزوره التونسيون مثل غيره من المتاحف، لذلك يسألونك عندما تطرق عليهم الباب عما تريد !!! قد نختلف في قيمة الدور التاريخي لبورقيبة أو نتفق، قد لا تكون لنا نفس النظرة لمسيرته السياسية سواء في فترة الكفاح من أجل التحرر الوطني أو في فترة بناء الدولة الوطنية، قد نترحم عليه عندما يذكر اسمه أو قد نرفض ذلك مطلقين العنان لأحاسيس الشماتة في خصم أعيانا أمره ردحا من الزمن، قد نعترف له ببعض المزايا أو ننكرها عليه، ولكن لا أحد يجرؤ على الشك في أنه كان محور الحياة في تونس لحوالي الخمسين عاما. أليس ذلك مبررا كافيا ليعتبر من مواطن الذاكرة؟
أما ابن خلدون فهو أكثر حظا، فقد شيد له تمثال ضخم في قلب العاصمة، وأطلق اسمه على أحد أكبر أنهجها وعلى دار ثقافة وعلى حي سكني وعلى عشرات المدارس والمعاهد، واحتفي في السنة المنصرمة بالذكرى المئوية السادسة لوفاته. وأكثر من ذلك فإن بإمكانه أن يختار بين تونس ومصر "وطنا" له، فهما تتنازعانه وربما مكنه ذلك من هامش جيد للمساومة!!! ليس من المفيد أن ننكر قيمة الجهد الذي خصصته وزارة الثقافة في بلادنا لإحياء "سنة ابن خلدون"، لقد أحدث ذلك بعض الحركية على دور الثقافة وهذا في حد ذاته مدعاة للإحساس بالرضى. غير أن تصوير أحد فاقدي الخيال له في مشهد اللاهث وراء البسكويت لا يعتبر إهانة للثقافة ولمجهودات المسئولين عنها فحسب، بل هو إهانة لأحد رموز ذاكرتنا وتاريخنا الذي حقق للبشرية فتحا في الفكر والمعرفة. قد تسأل العبقري الذي أبدع تلك الومضة الإشهارية عمن يكون ابن خلدون، ربما ادعى معرفته بالرجل وبرمزيته حتى لا يبدو في صورة الجاهل، ولكننا نرى أن من مصلحته أن يقر بأنه جاهل، لأنه سيكون في منزلة المجتهد الذي أخطأ، وهذا يسمح له بالمطالبة بأجر واحد على الأقل. ولكن إذا ما كان هو جاهلا لقدر الرجل، فما عذر الذي أشر بالموافقة على عرض الومضة، ومدير تلك القناة العتيدة، إلى آخر السلسلة؟
إن انعكاسات هذا الإسفاف على ثقافتنا وعلى نظرة الأجيال المتعلمة لرمزية الهرم الخلدوني ستكون وخيمة ما لم تضبط معايير واضحة في التعامل مع هذا النوع من المسائل. كان بإمكان بعض الذين قيض لهم أن يتحكموا في ما نشاهده أن يسألوا أهل الذكر وما أكثرهم، عمن يكون ابن خلدون، وأن يصلحوا خطأهم الفادح، حتى لا نفجع بإبداعات أخرى قد تتجرأ على حنبعل أو على عليسة أو على أسد بن الفرات أو على ابن الجزار أو على أي مصباح آخر من مصابيح ثقافتنا الجمعية.
إن المسألة تتعلق بالطريقة التي ننظر بها إلى تاريخنا وإلى فرادة المزيج الذي أنتج ثقافتنا الحاضرة. فنحن شئنا ذلك أم أبينا حلقة في سلسلة عمرها آلاف السنين، ومن حق الإنسانية كما من حق الأجيال المقبلة علينا أن نحسن التصرف في هذا التراث مهما اختلفنا في تقييم مرحلة من مراحله. هل قمنا بالواجبات التي تحتمها علينا هذه المسؤولية؟ الأمر يحتاج بالتأكيد إلى تفكير. لنقارن بمصر على سبيل المثال، صحيح أنه ليست لنا أهرامات ولا أبو الهول، ولكن كان بالإمكان توجيه السياحة في بلادنا وجهة ثقافية وإنشاء مسالك سياحية جديدة بالاعتماد على ثراء موروثنا الثقافي بدرجة أساسية، عوضا عن بناء سياحة لا تقدم للسائح سوى ما لا نملك فيه تصرفا: الصحراء والشمس والبحر. لا يعني ذلك أن السياحة الثقافية غير موجودة، فنحن نصطدم بالسياح في متحف باردو وفي السقيفة الكحلاء وفي بلريجيا وحمامات أنطونينوس... نصطدم بهم فحسب لأنهم لا يأتون خصيصا لزيارة تلك المعالم. وفي المقابل ما هو مصير مئات المواقع الأخرى التي تكاد تنهار من جراء الإهمال. لننظر على سبيل المثال إلى قصور البايات، قصر المرسى يكاد يتهاوى وقصر حمام الأنف تحول إلى وكالة لسكن المعوزين، مساكن المستوطنين الإيطاليين والفرنسيين في الوطن القبلي وغيره تعاني من ظلم غير مبرر وهي التي بإمكانها لوحدها أن تشكل مسلكا سياحيا. وإذا ما تواصل ذلك فإنه لن يمضي وقت طويل حتى تزول علامات فترة كاملة من تاريخنا القريب.
بل إن القضية قبل ذلك قضية ذاكرة، وفي ذاكرتنا من الثقوب ما قد يعجز الراتق عن إصلاحه. ومرة أخرى فلا يجب في رأينا التعويل على الدولة ومصالحها لتنجز ما يجب إنجازه في هذا المجال. فالمسألة تتجاوز القرار السياسي وإن كان ذلك ضروريا باستمرار. في البلدان العريقة في التاريخ تتكون الجمعيات لحماية شجرة أو جسر أو طريق قديمة أو للتعريف بمفكر أو شاعر، وفي بلدان أخرى يصبح الآباء والأجداد آلهة تعبد ويستنجد بحكمتها، أما نحن فنعتقد دائما أننا ولدنا البارحة وأنه يتحتم علينا أن نبدأ في كل مرة من جديد. بديهي أن ذلك يجعل منا عاجزين عن إدراك ثراء الموروث الذي قيض له أن يضع مصيره بين أيدينا، وبديهي أن تكون النتيجة انبتاتا للأجيال الجديدة برغم مجهودات المدرسة، وضياعا في عالم تكاد تنقرض فيه القيم. بل لعلنا اليوم بحاجة إلى أن نبدأ من جديد بالفعل، إلى أن نجد للثقافة والفكر مكانا يقيهما غائلة الاضطهاد الذي تمارسه عليهما "قيم" الإسفاف والربح السهل، إلى أن نعيد اكتشاف تاريخنا وثقافتنا، إلى أن نعود إلى المدرسة من جديد حتى نتذكر أبسط الأشياء: لون وشكل العلم الوطني[1][1].
[1][1] - بمناسبة تنظيم الدورة السابقة لبطولة العالم لكرة اليد في تونس شاهد كثير من التونسيين مترو نقل تونس يتهادى في شوارع العاصمة حاملا علم تركيا خطأ عوضا عن علم تونس ولم يتفطن لذلك أحد لأكثر من أسبوع !!!!
عدنان المنصر
مقال صادر بجريدة الموقف بتاريخ 2 مارس 2007 و بصحيفة "الحياة اللندنية ليوم 12 مارس 2008
في المنطلق خبران: الجزيرة نقلا عن مصادر ثقافية مصرية تعلن افتتاح متحف حول الزعيم التونسي بورقيبة بالقرية الفرعونية المصرية وهو المتحف الثالث من نوعه المخصص لزعامة معاصرة بعد المتحفين المخصصين لكل من جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، والثاني أن ابن خلدون شوهد على شاشة إحدى قنواتنا التلفزية يلاحق أحد أنواع البسكويت في شوارع العاصمة في ومضة إشهارية تفتقت عليها عبقرية أحد مخرجي الإعلانات التلفزية الباحثين عن العمق التاريخي!
صدمتان في ظرف وجيز، الأولى أن مصر هي التي- برغم الخلافات التي ميزت العلاقات بين عبد الناصر والزعيم التونسي- قررت أن تخصص لبورقيبة متحفا لا بد وأن ملايين السياح، وهؤلاء ليسوا من سقط متاع أوروبا الشرقية حتما، سيزورون هذا المتحف سنويا، وقد يرسخ في أذهان بعضهم عندما يفعل الزمن فعله في الذاكرة أنه أحد زعماء مصر. إننا لا يمكن إلا أن نشكر أشقاءنا رجال الثقافة في مصر الذين لا ينامون كما ينام غيرهم، ولا يعدمون وسيلة لإثراء السياحة الثقافية في بلادهم، غير أننا كنا نتمنى أن يبادر تونسيون إلى ذلك، فالزعيم تونسي مهما اختلف الناس في تقييمهم لمسيرته السياسية، ومن حق وطننا علينا أن نرعى رموزه في ذاكرتنا وأن ننقل عنها للأجيال المقبلة صورة تليق بنا وبها. لا يتعلق الأمر مطلقا في هذا المثال بالذات بإنشاء متحف للزعيم بورقيبة، فقد يكون ذلك مكلفا لوزارة الثقافة في بلادنا ونحن لا نريد أن نرهقها بطلبات لم تتوقعها عندما رسمت ميزانيتها. الأمر يتعلق فقط بتنشيط متحف موجود منذ فترة طويلة وهو متحف معقل الزعيم الذي يجهل وجوده كثير من الناس وقد يمرون أمام ذلك المبنى ويتساءلون عما يكون داخله دون أن يجرؤ معظمهم على الولوج داخله. وبالمناسبة فحتى العملة المكلفون بحراسة هذا المتحف نسوا أنه متحف مجعول ليزوره التونسيون مثل غيره من المتاحف، لذلك يسألونك عندما تطرق عليهم الباب عما تريد !!! قد نختلف في قيمة الدور التاريخي لبورقيبة أو نتفق، قد لا تكون لنا نفس النظرة لمسيرته السياسية سواء في فترة الكفاح من أجل التحرر الوطني أو في فترة بناء الدولة الوطنية، قد نترحم عليه عندما يذكر اسمه أو قد نرفض ذلك مطلقين العنان لأحاسيس الشماتة في خصم أعيانا أمره ردحا من الزمن، قد نعترف له ببعض المزايا أو ننكرها عليه، ولكن لا أحد يجرؤ على الشك في أنه كان محور الحياة في تونس لحوالي الخمسين عاما. أليس ذلك مبررا كافيا ليعتبر من مواطن الذاكرة؟
أما ابن خلدون فهو أكثر حظا، فقد شيد له تمثال ضخم في قلب العاصمة، وأطلق اسمه على أحد أكبر أنهجها وعلى دار ثقافة وعلى حي سكني وعلى عشرات المدارس والمعاهد، واحتفي في السنة المنصرمة بالذكرى المئوية السادسة لوفاته. وأكثر من ذلك فإن بإمكانه أن يختار بين تونس ومصر "وطنا" له، فهما تتنازعانه وربما مكنه ذلك من هامش جيد للمساومة!!! ليس من المفيد أن ننكر قيمة الجهد الذي خصصته وزارة الثقافة في بلادنا لإحياء "سنة ابن خلدون"، لقد أحدث ذلك بعض الحركية على دور الثقافة وهذا في حد ذاته مدعاة للإحساس بالرضى. غير أن تصوير أحد فاقدي الخيال له في مشهد اللاهث وراء البسكويت لا يعتبر إهانة للثقافة ولمجهودات المسئولين عنها فحسب، بل هو إهانة لأحد رموز ذاكرتنا وتاريخنا الذي حقق للبشرية فتحا في الفكر والمعرفة. قد تسأل العبقري الذي أبدع تلك الومضة الإشهارية عمن يكون ابن خلدون، ربما ادعى معرفته بالرجل وبرمزيته حتى لا يبدو في صورة الجاهل، ولكننا نرى أن من مصلحته أن يقر بأنه جاهل، لأنه سيكون في منزلة المجتهد الذي أخطأ، وهذا يسمح له بالمطالبة بأجر واحد على الأقل. ولكن إذا ما كان هو جاهلا لقدر الرجل، فما عذر الذي أشر بالموافقة على عرض الومضة، ومدير تلك القناة العتيدة، إلى آخر السلسلة؟
إن انعكاسات هذا الإسفاف على ثقافتنا وعلى نظرة الأجيال المتعلمة لرمزية الهرم الخلدوني ستكون وخيمة ما لم تضبط معايير واضحة في التعامل مع هذا النوع من المسائل. كان بإمكان بعض الذين قيض لهم أن يتحكموا في ما نشاهده أن يسألوا أهل الذكر وما أكثرهم، عمن يكون ابن خلدون، وأن يصلحوا خطأهم الفادح، حتى لا نفجع بإبداعات أخرى قد تتجرأ على حنبعل أو على عليسة أو على أسد بن الفرات أو على ابن الجزار أو على أي مصباح آخر من مصابيح ثقافتنا الجمعية.
إن المسألة تتعلق بالطريقة التي ننظر بها إلى تاريخنا وإلى فرادة المزيج الذي أنتج ثقافتنا الحاضرة. فنحن شئنا ذلك أم أبينا حلقة في سلسلة عمرها آلاف السنين، ومن حق الإنسانية كما من حق الأجيال المقبلة علينا أن نحسن التصرف في هذا التراث مهما اختلفنا في تقييم مرحلة من مراحله. هل قمنا بالواجبات التي تحتمها علينا هذه المسؤولية؟ الأمر يحتاج بالتأكيد إلى تفكير. لنقارن بمصر على سبيل المثال، صحيح أنه ليست لنا أهرامات ولا أبو الهول، ولكن كان بالإمكان توجيه السياحة في بلادنا وجهة ثقافية وإنشاء مسالك سياحية جديدة بالاعتماد على ثراء موروثنا الثقافي بدرجة أساسية، عوضا عن بناء سياحة لا تقدم للسائح سوى ما لا نملك فيه تصرفا: الصحراء والشمس والبحر. لا يعني ذلك أن السياحة الثقافية غير موجودة، فنحن نصطدم بالسياح في متحف باردو وفي السقيفة الكحلاء وفي بلريجيا وحمامات أنطونينوس... نصطدم بهم فحسب لأنهم لا يأتون خصيصا لزيارة تلك المعالم. وفي المقابل ما هو مصير مئات المواقع الأخرى التي تكاد تنهار من جراء الإهمال. لننظر على سبيل المثال إلى قصور البايات، قصر المرسى يكاد يتهاوى وقصر حمام الأنف تحول إلى وكالة لسكن المعوزين، مساكن المستوطنين الإيطاليين والفرنسيين في الوطن القبلي وغيره تعاني من ظلم غير مبرر وهي التي بإمكانها لوحدها أن تشكل مسلكا سياحيا. وإذا ما تواصل ذلك فإنه لن يمضي وقت طويل حتى تزول علامات فترة كاملة من تاريخنا القريب.
بل إن القضية قبل ذلك قضية ذاكرة، وفي ذاكرتنا من الثقوب ما قد يعجز الراتق عن إصلاحه. ومرة أخرى فلا يجب في رأينا التعويل على الدولة ومصالحها لتنجز ما يجب إنجازه في هذا المجال. فالمسألة تتجاوز القرار السياسي وإن كان ذلك ضروريا باستمرار. في البلدان العريقة في التاريخ تتكون الجمعيات لحماية شجرة أو جسر أو طريق قديمة أو للتعريف بمفكر أو شاعر، وفي بلدان أخرى يصبح الآباء والأجداد آلهة تعبد ويستنجد بحكمتها، أما نحن فنعتقد دائما أننا ولدنا البارحة وأنه يتحتم علينا أن نبدأ في كل مرة من جديد. بديهي أن ذلك يجعل منا عاجزين عن إدراك ثراء الموروث الذي قيض له أن يضع مصيره بين أيدينا، وبديهي أن تكون النتيجة انبتاتا للأجيال الجديدة برغم مجهودات المدرسة، وضياعا في عالم تكاد تنقرض فيه القيم. بل لعلنا اليوم بحاجة إلى أن نبدأ من جديد بالفعل، إلى أن نجد للثقافة والفكر مكانا يقيهما غائلة الاضطهاد الذي تمارسه عليهما "قيم" الإسفاف والربح السهل، إلى أن نعيد اكتشاف تاريخنا وثقافتنا، إلى أن نعود إلى المدرسة من جديد حتى نتذكر أبسط الأشياء: لون وشكل العلم الوطني[1][1].
[1][1] - بمناسبة تنظيم الدورة السابقة لبطولة العالم لكرة اليد في تونس شاهد كثير من التونسيين مترو نقل تونس يتهادى في شوارع العاصمة حاملا علم تركيا خطأ عوضا عن علم تونس ولم يتفطن لذلك أحد لأكثر من أسبوع !!!!
1 commentaire:
سيدي الكريم،
اسمح لي فقط أن أقف احتراما لمقالك أعلاه و ما فيه من غمز ذكي
و كذلك لمدونتك التي أكتشفها اليوم
هناك حادثة تاريخية جديرة بالإهتمام ذكرتها الصحف المصرية عن بورقيبة بمناسبة كلاب الأمير السعودي الذي يقيم دولة داخل مصر، و هو نفسه الأمير الذي أمر بورقيبة بطرده من تونس بعد اهانته لعامل بسيط في النزل ربما دل ذلك على الكثير الكثير الذي يمكن أن نستنتجه من اعادة قراءة التاريخ
تحياتي
Enregistrer un commentaire